BiG StaR مدير عام المنتدى
عدد الرسائل : 502 العمر : 31 Localisation : من شله دراكولا التقييم : 0 نقاط : 12840 تاريخ التسجيل : 18/06/2007
| موضوع: اجمل ماكتبه شعراء المهجر الأحد 23 أغسطس 2009, 13:49 | |
| من أجمل ما كتب شعراء المهجر
(1)
قصيدة المساء لخليل مطران
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟ عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ، وَلَيْتَ لي قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ ! يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ، وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ، يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ يَا لَلْغُرُوبِ ومَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي ! أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟ أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ ؟ أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً ، وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ ؟ حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا ، وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
***
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ، وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً ، وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ، فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائى
(2)
قصيدة البلاد المحجوبة لجبران خليل جبران
هوَذا الفَجرُ فَقُومي نَنصَرِف عَن دِيارٍ ما لَنا فيها صَديق ما عَسى يَرجو نَباتٌ يختلف زَهرُه عَن كُلِّ وردٍ وَشَقيق وَجَديدُ القَلبِ أَنّى يَأتَلف مع قُلوب كُلُّ ما فيها عَتيق هو َذا الصُّبحُ يُنادي فَاِسمَعي وَهَلمّي نَقتَفي خُطواته قَد كَفانا مِن مَساء يَدّعي أَنّ نُورَ الصُّبحِ مِن آياتِهِ قَد أَقَمنا العُمرَ في وادٍ تَسير بَينَ ضلعَيهِ خَيالات الهُموم وَشهِدنا اليأسَ أَسراباً تَطير فَوقَ مَتنَيهِ كَعقبانٍ وَبُوم وَشَربنا السّقمَ مِن ماء الغَدير وَأَكَلنا السُمّ مِن فَجّ الكُرُوم وَلَبِسنا الصَبر ثَوباً فالتَهَب فَغَدَونا نَتَرَدّى بِالرّماد وَاِفتَرَشناهُ وِساداً فَاِنقَلَب عِندَما نِمنا هَشيماً وَقتاد يا بِلاداً حُجِبَت مُنذُ الأَزَل كَيفَ نَرجوكِ وَمِن أَيّ سَبيل أَيّ قَفرٍ دونَها أَيّ جَبَل سُورها العالي وَمَن مِنّا الدَّليل أَسرابٌ أَنتَ أَم أَنتَ الأَمَل في نُفوسٍ تَتَمنّى المُستَحيل أَمَنامٌ يَتَهادى في القُلوب فَإِذا ما اِستَيقَظَت وَلّى المَنام أَم غُيومٌ طُفنَ في شَمس الغُروب قَبلَ أَن يَغرَقنَ في بَحر الظَّلام يا بِلاد الفِكر يا مَهدَ الأُلى عَبدوا الحَقَّ وَصَلّوا لِلجَمال ما طَلَبناكَ بِرَكبٍ أَو عَلى مَتنِ سُفنٍ أَو بِخَيلٍ وَرحال لَستُ في الشَّرقِ وَلا الغَربِ وَلا في جنوبِ الأَرض أَو نَحوَ الشّمال لَستُ في الجَوّ وَلا تَحتَ البِحار لَستُ في السَّهلِ وَلا الوَعرِ الحَرج أَنتَ في الأَرواحِ أَنوارٌ وَنار أَنتَ في صَدري فُؤادي يَختَلج
(3)
قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين والشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين والبحر ساجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدين لكنما عيناك باهتتان في الأفق البعيد سلمى… بماذا تفكرين؟ سلمى… بماذا تحلمين؟ أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم؟ أم أبصرتْ عيناك أشباح الكهولة في الغيوم؟ أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجاني ولا تأتي النجوم؟ أنا لا أرى ما تلمحـين من المشاهد إنما أظلالها في ناظريك تنم ، يا سلمى ، عليك إني أراك كسائحٍ في القفر ضل عن الطريق يرجو صديقاً في الفلاة ، وأين في القفر الصديق يهوى البروق وضوءها ، ويخاف تخدعهُ البروق بلْ أنت أعظم حيرة من فارسٍ تحت القتام لا يستطيع الانتصار ولا يطيق الانكسار هذي الهواجس لم تكن مرسومة في مقلتيك فلقد رأيتك في الضحى ورأيته في وجنتيك لكن وجدتُك في المساء وضعت رأسك في يديك وجلست في عينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب مثل اكتئاب العاشقين سلمى … بماذا تفكرين بالأرض كيف هوت عروش النور عن هضباتها؟ أم بالمروج الخُضرِ ساد الصمت في جنباتها؟ أم بالعصافير التي تعدو إلى وكناتها؟ أم بالمسا؟ إن المسا يخفي المدائن كالقرى والكوخ كالقصر المكينْ والشوكُ مثلُ الياسمين لا فـرق عـند الليل بين النهر والمستنقع يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجعِ إن الجمالَ يغيبُ مـثل القبح تحت البرقعِ لكن لماذا تجزعين على النهار وللدجى أحلامه ورغائبه
وسماؤُهُ وكواكبهْ؟ إن كان قد ستر البلاد سهولها ووعورها لم يسلب الزهر الأريج ولا المياه خريرها كلا ، ولا منعَ النسائم في الفضاءِ مسيرُهَا ما زال في الوَرَقِ الحفيفُ وفي الصَّبَا أنفاسُها والعندليب صداحُه لا ظفـرُهُ وجناحهُ فأصغي إلى صوت الجداول جارياتٍ في السفوح واستنشقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح وتمتعي بالشهب في الأفلاك مادامتْ تلوح من قبل أن يأتي زمان كالضباب أو الدخان لا تبصرين به الغدير ولا يلــذُّ لك الخريرْ مات النهار ابن الصباح فلا تقـولي كيف مات إن التأمل في الحياة يزيد إيمان الفتاة فدعي الكآبة والأسى واسترجعي مرح الفتاةْ قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهللاً فيه البشاشة والبهاءْ ليكن كذلك في المساءْ | |
|