عدد الرسائل : 16 التقييم : 0 نقاط : 12658 تاريخ التسجيل : 29/07/2007
موضوع: اهل السنه والجماعه الأحد 29 يوليو 2007, 12:04
تعريف أهل السنة والجماعة
هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان وسار على دربهم والتزم بأصولهم ومنهجهم العلمي والعملي فهم لا يأخذون دينهم علما وعملا إلا من كتاب ربهم وسنة نبيهم في إطار من فقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدمون على ذلك أو يعارضونه بعقل أو رأي أو قياس أو ذوق أو وجد أو مكاشفة أو غير ذلك . وأهل السنة والجماعة هم أهل التجمع والائتلاف ، و هم الامتداد الطبيعي والمسار الأصلي لهذا الدين الملتزمون بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع ، البعيدون عن مواطن الشبهات التي تفرق الجمع وتشتت الشمل لأن الجماعة عندهم هي مناط النجاة في الدنيا والآخرة .
من يدخل تحت هذه التسمية
كل من التزم بـالقرآن والسنة وإجماع الصحابة كان من أهل السنة والجماعة. فهذه هي الأصول المعصومة عندهم وما عدا ذلك فليس معصوما عندهم، بل كل يؤخذ من كلامه و يترك ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمقالات أئمتهم تابعة لسنة نبيهم وليست مقدمة عليها، وكل اجتهاد عندهم يعرض أولا على القرآن والسنة وفقه السلف الصالح رضي الله عنهم من الصحابة التابعين وأئمة العلم والدين قبل أن يقبل أو يرد.
وأهل السنة لا يحصرهم مكان ولا زمان فهم يوجدون في أكثر من مكان و أكثر من بلد يقلون في بلد ويكثرون في آخر ، فهم منتشرون في أرض الله الواسعة بحسب حالهم. و عامة المسلمين الذين يقيمون شعائر الدين و هم سالمون من الشركيات هم على الفطرة و يدخلون في سواد أهل السنة في أي بلد ومكان كانوا .
ولذلك كان أهل السنة والجماعة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجمعهم بلد واحد ، ولا ينتمون لعشيرة أو قبيلة معينة . ولا يحصرهم تحزب أو تجمع محدود أو محدد بل هم منتشرون في غالب البلاد أفرادا وجماعات لا يجمعهم تخصص معين بل فيهم المحدثون والفقهاء والزهاد والمجاهدون المقاتلون والدعاة الصابرون والعوام المقلدون والأمراء والسياسيون يقول النووي ( ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد و آمرون بالمعروف و ناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض ) .
سبب التسمية :
أهل السنة والجماعة - هذا الاسم مكون من شقين ( أهل السنة ) و ( الجماعة ) وسبب تسميتهم بـ :
(1) – (أهل السنة ) : لأنهم الآخذون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم العاملون بمقتضاها والمتمثلون لقول النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع والدين والهدى الظاهر والباطن وتلقاه عنهم التابعون ثم تابعوهم ثم أئمة الهدى العلماء والعدول المقتدون بهم ومن سلك سبيلهم إلى يوم الدين
(2) – (الجماعة) فلأنهم اجتمعوا على الحق وأخذوا به واقتفوا أثر جماعة المسلمين المستمسكين بالسنة من الصحابة والتابعين وأتباعهم ، ولأنهم اجتمعوا على الحق وعلى اتباع جماعة أهل السنة والحق ، ولأنهم يجتمعون على أئمتهم ويجتمعون على الجهاد وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويجتمعون على السنة والاتباع وترك البدع والأهواء والفرق .
مسميات مرادفة :
هناك مسميات أخرى اشتهر بها أهل السنة والجماعة فمنها :-
1- ( أهل السنة ) اختصاراً ، دون إضافة الجماعة لحرصهم على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
2- ( الجماعة ) فقط أخذاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني - رحمه الله - : ( إن هذه الأمة ستفترق على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) .
3- ( السلف الصالح ) : وهذا وصف للسابقين منهم .
4- ( أهل الأثر ) : أي السنة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
5- ( أهل الحديث ) : لنهم هم الآخذون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم .
6- ( أهل الجماعة ) : رواية ودراية ، والتابعون لهديه صلى الله عليه وسلم ظاهرا أو باطناً .
7- ( الفرقة الناجية ) : لأنها تنحو من الشرور والبدع والضلالات في الدنيا ، وتنجو من النار يوم القيامة ، وذلك لاتباعها النبي صلى الله عليه وسلم .
8- ( الطائفة المنصورة ) : أي المؤيدة من الله - سبحانه وتعالى - .
9- ( أهل الاتباع ) : لاتباعهم الكتاب والسنة ، وآثار السلف الصالح .قال ابن عبد البر جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسألة أجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل . قال مالك : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ،سل . قال : من أهل السنة ؟ قال : أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به ، لا جهمي ، ولا قدري ، ولا رافضي ) وهكذا يحدد الإمام مالك رحمه الله ويعرف أهل السنة بأنهم ليس لهم لقب يعرفون به إلا اللقب المسئول عنه ( أهل السنه).
ولذلك كان أهل السنه والجماعة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجمعهم بلد واحد ، ولا ينتمون لعشيرة أو قبيلة معينة . ولا يحصرهم تحزب أو تجمع محدود أو محدد
وداخل هذه الدائرة العامة الشاملة التي تحيط بأهل السنة والجماعة وتحصرهم حول مركز ثابت هو الكتاب والسنة وفقه السلف يتفاوت الناس أفرادا وجماعات قربا أو بعدا عن مركز الدائرة ، فالبعض أعلم بالسنة وأصبر عليها من غيره والبعض أعلم في جانب معين والبعض أصبر وأكثر التزاما بالسنة في جانب آخر وهكذا .
وداخل هذه الدائرة الكبرى يجتمع الدين كله علما وعملا و يكمّل أهل السنة بعضهم بعضا ، فما ليس عند هذا من علم أو عمل تجده عند غيره وما عند ذلك من خير قد لا تجده عند هذا ، ولكن مجموع الدين والشرع الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه لا يخرج عن جماعة السنة ، سواء في العقائد أو العبادات أو مناهج النظر أو المقاصد أو السياسات الشرعية أو غير ذلك من أنواع الخير .
وداخل هذه الدائرة قد يختلف المجتهدون فيما بينهم على المسائل العلمية أو العملية دون أن يخرج الحق عن حدود جماعتهم لأن علمائهم و أئمتهم يقومون مقام النبوة في حفظ هذا الدين كل في المجال الذي يسره الله له . وداخل هذه الدائرة يتفاوت الناس في الخير واشر والعدل والظلم والصبر والبغي والكف والعدوان فأهل السنة كغيرهم بشر عاديون فيهم الخطأ والفسق والمعصية ويختلط في جماعتهم الخير والشر ولكن كل خير في غيرهم فهو فيهم أكثر ، وكل شر فيهم فهو في غيرهم اكثر وأهل السنة لما كانوا هم أهل الهدى ودين الحق ولما كان الله قد وعد بنصرة هذا الدين وإظهاره على الدين كله كانوا هم أهل الطائفة المنصورة التي يظهرها الله على الحق فمنهم تخرج الطائفة الظاهرة بالقلم واللسان ومنهم تخرج الطائفة الظاهرة باليد والقتال أهل السنة والجماعة مهما وقع بينهم من خلاف داخل هذه الدائرة العامة الشاملة التي تجمعهم أفرادا وجماعات فهم ملتزمون بالجماعة محافظون عليها عاملون على جمع الشمل والائتلاف واستمرار الولاء العام لهذه الجماعة وعصمة الدم والمال والعرض واخوة الدين لكل فرد في هذه الجماعة .
حال أهل السنة والجماعة في آخر الزمان :
تفترق الأمة الإسلامية ، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي عاصم و صححه الألباني – رحمه الله- : "إن هذه الأمة ستفترق على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هي الجماعة" . و حينما سئل عن هذه الفرقة الناجية قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي (رواه الترمذي). وفي رواية أخرى قال : السواد الأعظم. و أهل السنة والجماعة هم أكثر الناس حرصا على اقتفاء منهج النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه ، وعامة المسلمين منهم لبقائهم على الفطرة ، فمنهم تكون الفرقة الناجية ، إن شاء الله. و في آخر الزمان ، يقل الخير في الأمة فيصبح أهل السنة غرباء كما في الحديث الذي أخرجه مسلم "بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء" ، الذين جاء وصفهم في الحديث الآخر بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس أو يصلحون ما أفسد الناس .
فأهل السنة هم أهل الإصلاح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، الصابرون على الأذى في سبيل الله ، الظاهرين بدينهم و حجتهم و جهادهم ، مهما قل عددهم و زاد مخالفوهم ، كما جاء في حديث مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك